新規更新February 03, 2018 at 08:08AM
【外部リンク】
تنمية المواهب
Omaislam: Requesting speedy deletion with rationale "غير موسوعية". (لمح)
== تاريخ تنمية المواهب وكيفية تنميتها ==
'''نــبــذة تــــــاريــخـــيـــة :'''
الفروق الفردية بين بني البشر في خصائصهم وقدراتهم حقيقة لا جدال فيها منذ وجد الإنسان على هذا كوكب ، ومن الطبيعي أن يظهر أناس اهتمام خاصا الأفراد الذين تميزوا بقدرتهم أو مواهبهم بصورة استثنائية في أحد ميادين النشاط الإنساني التي يقدرها المجتمع ، و في حالات كثيرة كان ذلك الاهتمام وبالا على أولئك الأفراد لخروجهم على كل ما هو مألوف أو معروف، ومع ذلك فقد ظلت الفروق الفردية مسألة تسترعى الانتباه والاهتمام منذ أقدم العصور وحتى الآن سواء أكان ذلك على المستوى الرسمي أو الشعبي.
لقد طور الصينيون منذ أكثر من خمسة آلاف سنة نظاما متقنا لاختيار الموظفين الحكوميين من ذوى الكفاءة والاقتدار .وكان الأساس الذي اعتمدوه لهذا الغرض خضوع المتقدمين أو المرشحين لتلك الوظائف لاختبارات تنافسية تقرر نتائجها من هم الأجدر بشغل الوظائف الرسمية.وبعد ذلك بألفي سنة تقريبا أشار أفلاطون في جمهوريته الفاضلة إلى أهمية الفروق الفردية في القدرات العقلية والخصائص الشخصية بالنسبة لميادين العمل التي تناسب الأفراد في ميادين الحياة المختلفة . وصنف في نظريته الأفراد مستخدم المعادن المختلفة لوصف الأفراد الذين ينتمون لكل صنف فهذا مركب من معدن الذهب وهكذا. وكان يري أن الفرد المركب من الذهب يتمتع بنسبة عالية من الذكاء مقارنة بالأنواع الأخرى.
وزيادة عن ذالك فقد اشتملت نظرية أفلاطون علي معالجة لقضية الوراثة الفطرية ، والبيئة وكان يري أن الوراثة هي الأصل في تفسير الفروق الفردية .
'''تعريف الموهبة'''
امتلاك الشخص للموهبة شيء عظيم يعطي الموهوب شعورا بالفخر والتفرد و الموهوب هو ذلك الشخص الذي يتمتع بعدد من الصفات منها :
1) التفوق في القدرة المعرفية .
2) الابتكار في التفكير والإنتاج .
3) المواهب العالية في مجالات خاصة .
'''التعريف اللغوي للموهبة'''
كلمة موهبة مأخوذة من الفعل ( وهب ) أي أعطى شيئاً مجاناً فالموهبة إذاً هي العطية للشيء بلا مقابل. ومعنى كلمة موهوب في اللغة الإنسان الذي يعطي أو يمنح شيئاً بلا عوض ويطلق لفظ الموهوب على القسم العالي جداً من مجموعة المتفوقين الذين وُهبوا الذكاء الممتاز , كما أنهم يبدون سمات معينة غالباً , إذ تجعلنا نعقد عليهم الأمل في الإسهام بنصيب وافر في تقدم أمتهم وقيل في تعريف الموهوب أنه الطفل الذي يبدي بشكل ظاهر قدرة واضحة في جانب ما من جوانب النشاط الإنساني.
التعريف الاصطلاحي للموهبة
يعرف لانج وايكوم (1932) المواهب بأنها:
( قدرات خاصة ذات أصل تكويني لا ترتبط بذكاء الفرد ,بل إن بعضها قد يوجد بين المتخلفين عقليا)
يعرف كارتر جول ( 1973 ) الموهبة بأنها ( القدرة في حقل معين , أو المقدرة الطبيعية ذات الفاعلية الكبرى نتيجة التدريب مثل الرسم والموسيقى ولا تشمل بالضرورة , درجة كبيرة من الذكاء العام )
'''مفهوم الموهوب:'''
يعرف لايكوك الموهوب بأنه هو( ذلك الفرد الذي يكون أداؤه عالياً بدرجة ملحوظة بصفة دائمة في مجالات الموسيقى أو الفنون أو القيادة الاجتماعية أو الأشكال الأخرى من التعبير )
يعرف ( فلدمان ) الموهبة بأنها الاستعداد والتفاعل البناء مع مظاهر مختلفة من عالم التجربة
وتعرف لجنة التعليم والعمل بالولايات المتحدة (1972) الطفل الموهوب على أنه صاحب الأداء المرتفع أو الإنجاز العالي في واحد أو أكثر من المجالات الآتية:
1) القدرة العقلية العامة .
2) قدرة أكاديمية متخصصة.
3) تفكير ابتكاري خلاق.
4) الفنون العصرية أو التمثيلية .
5) القدرة النفس – حركية.
ا'''لتعريفات الحديثة'''
'''1- تعريف ويثي /'''
والذي تبنته الرابطة الأمريكية للأطفال الموهوبين حيث يعرف الموهوبون بأنهم أولئك الأفراد الذين يكون أداؤهم عالياً بدرجة ملحوظة بصفة دائمة .
'''2- تعريف ميرلاند/ عام 1972 م'''
الذي تبناه مكتب وزارة التربية والتعليم الأمريكية حيث يقول عن الموهوبين أن هؤلاء الأطفال الذين يملكون قدرات وإمكانيات غير عادية تبدو في أداءاتهم العالية المتميزة والذي يتم تحديدهم من خلال خبراء متخصصين مؤهلين ومتمرسين وممن لا تخدمهم مناهج المدارس العادية وبحاجة إلى برامج متخصصة ليتمكنوا من خدمة أنفسهم ومجتمعهم . وتشمل مجالات الأداء العالي المتميز ( مجالات الموهبة ) واحدا أو أكثر من '''المجالات التالية :'''
'''القدرات العقلية العامة :''' المعلومات العامة _ القدرة اللغوية ( التجريد والمعنى للمفاهيم ) القدرة على الاستدلال ....
'''القدرة الأكاديمية المتخصصة :''' قدرات عالية في اختبارات التحصيل الدراسي فيالرياضيات أو اللغة .
'''القدرة القيادية :''' القدرة على حل المشكلات ارتفاع مستوى الثقة بالنفس وتحمل المسؤوليات والتعاون الميل للسيطرة القدرة على التفاوض القدرة على توجيه الآخرين وسياستهم .
ا'''لقدرة الإبداعية والابتكارية :''' وهي القدرة على إنتاج العديد من الأفكار الجيدة أو تجميع العناصر التي تبدو متنافرة .
'''المهارات الفنية أو الأدائية :''' وتشمل هذه المواهب الخاصة في مختلف الفنون كالرسم والأدب والخطابة والشعر الخ......
'''القدرات نفس حركية :''' وتشمل الاستخدام الماهر للقدرات النفس حركية أو المهارات المكانية أو الجسمية .
'''3 _ تعريف رونزلي :''' حيث اقترح مفهوم سلوك الموهوب كحل بديل عن القصور الملموس في التعريفات المنتشرة حيث يقترح أن سلوك الموهوب ينتج من خلال الإتيان بالعناصر التالية :
مستوى فوق متوسط من القدرات .
المهارات الإبداعية .
الالتزام بأداء العمل " قدرته على إدارة الوقت "
'''أسباب الاهتمام بالموهوبين والمدعين :'''
كثير من الأسباب التي شاركت في تزايد الاهتمام بتربية الموهوبين والمتفوقين وتعليمهم منذ بداية القرن العشرين .
'''أولا : حركة القياس العقلي:-'''
من الطبيعي أن يتأثر تطور الاهتمام بالموهوبين المتفوقين بتطور حركة القياس العقلي ، ذلك أن عملية الكشف عن الموهوب والمتفوق تتطلب من دون أدنى شك قياسا لقدراته بطريقة ما . ولذلك ساعدت حركة القياس العقلي والنفسي على زيادة الاهتمام بتربية وتعليم الموهوبين والمتفوقين وتعليمهم ، ودفع البرامج التربوية لرعايتهم .
'''ثانيا : الحرب الباردة وسباق التسلح :-'''
شهدت الساحة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية بروز قوتين عظيمتين هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي. ومن الطبيعي أن يكون للموهوبين والمتفوقين أكاديميا وتقنيا دور فعال في جميع الميادين والمجالات لأن الأمم في صراعها من أجل البقاء لا تجد بد من الاعتماد على أبنائها الأكثر قدرة وكفاءة في تنفيذ المهمات الصعبة وليسما عند اندلاع الحروب ونشوب الأزمات والشعور بالتهديد وإذا كانت دول كثيرة وخاصة في العالم الثالث لا تحتكم لهذا المنطق في مواجهة التحديات.
'''ثالثا : الانفجار السكاني والثورة التقنية والمعرفية :'''
شهد العالم خلال العقود الثلاثة الأخيرة أعظم انفجار معرفي في تاريخ البشرية وبالقدر الذي تحل فيه مشكلات كثيرة مع زيادة المعرفة يوجد الانفجار السكاني وللعولمة مشكلات أكثر ليس على المستوى المحلى فقط بل على المستوى العالمي بشكلعام لأن الثورة فى مجال الاتصالات والمعلومات أزالت الحدود والحواجز ولم تترك خيارا لأي دولة في هذا العالم سوى أن تؤثر وتتأثر بالأحداث الجارية أينما كانت.
'''رابعا: الجمعيات والمؤتمرات العلمية:'''
أنشئت الجمعية الوطني للأطفال الموهوبين في أمريكا عام 1952 م وأنشئت جمعيات مشابهة في بريطانيا وفرنسا وشارك فيها نخبة من العلماء والباحثين المهتمين بهذه الفئة من الأطفال ،وكان لهذه الجمعيات والمؤسسات الوطنية الدولية والإقليمية المهنية المتخصصة دور فعال فى رفع درجة الوعي المجتمعي العام بحاجات الموهوبين والمتفوقين. واشتملت أعمال المؤتمرات التي عقدت على بحوث ومناقشات حول موضوعات متعددة بقضايا الموهوبين والمتفوقين ، كما شرح مندبو بعض الدول المشاركين في المؤتمرات تجارب بلادهم في مجال رعاية الأطفال الموهوبين والمتفوقين. كما شاركت بعض الدول العربية في هذه المؤتمرات منها دولة العراق وسوريا والكويت.
'''خامسا المجهودات الفردية:-'''
نذر عدد من الباحثين والمربين أنفسهم للدفاع عن قضية التربية الخاصة للموه9بين والمتفوقين بكل الوسائل الممكنة . وكان لهم أثر كبير في تسليط الأضواء على الأضرار الجمة التي تعود على المجتمع أولا وعلى الأفراد أنفسهم ثانيا وربما من غير الممكن حصر جميع الإسهامات التي قدمها هؤلاء المربون بهذه القضية في مختلف أنحاء العالم.
=== كيفية اكتشاف الموهبة ===
تعتبر الأسرة الحضن الأول والرئيسي للطفل في بداية سني حياته ، إذ يقع على عاتق الأسرة مسئولية اكتشاف ورعاية وتنمية مواهب أبنائها .. ولكن في معظم الأحوال تعجز الأسرة عن القيام بواجبها هذا بسبب أما نقص عوامل الخبرة وقلة التدريب ، أو عدم توافر معلومات كافية حول مواهب الأبناء وطرق التعامل معها .
أما عن طرق الكشف عن الموهوبين ؛ فهي متعددة منها ما هو أكاديمي عن طريق محكات واختبارات علمية مقننة ، ومنها ما هو عام ولكنه يستند إلى نظريات ودراسات علمية .. وهذا ما سيستخدمه الوالدين للتعرف على مواهب أبنائهم . فالدراسات الحديثة أجمعت على الرغم من اختلاف نتائجها النهائية ؛ على أنه يوجد خصائص عامة وسمات للموهوبين يمكن من خلالها التعرف عليهم وتمييزهم عن العاديين .. ويمكن تقسيم تلك
==== الخصائص إلى ثلاث مجموعات رئيسية من الخصائص ، وهي كالتالي : ====
أ- خصائص جسمية
إن مستوى النمو الجسمي والصحة العامة للموهوبين يفوق المستوى العادي ، فالموهوبين يستطيعون بشكل عام المشي والتكلم في سن أبكر مما هو عند العاديين . وهو بشكل يميلون إلى أن يكونوا :-
أقوى جسمًا ، وصحة ، ويتغذى جيدًا.
متقدم قليلاً عن أقرانه في نمو العظام.
نضجه الجسمي يتم مبكرًا – بالنسبة لسنه - .
ب- خصائص عقلية ومعرفية
أهم ما يميز الطفل الموهوب عن غيره من الأطفال العاديين يكمن في خصائصه وقدراته العقلية .. فالطفل الموهوب أسرع في نموه العقلي عن غيره من الأطفال العاديين ، وعمره العقلي أكبر من عمره الزمني .... ويمكن إجمال أهم سمات الموهوبين العقلية في النقاط التالية :-
قوي الذاكرة ، ومحب للاستطلاع.
يقظ ؛ ولديه قدرة فائقة على الملاحظة .
سريع الاستجابة .
لديه قدرة عالية على إدراك العلاقات السببية في سن مبكر.
يميل إلى ألعاب الحل والتركيب ؛ واختراع وسائل لعب جديدة لألعاب قديمة ومعروفة لديه.
لديه قدرة فائقة على الاستدلال والتعميم وفهم المعاني والتفكير بمنطقية.
السن المبكر في تعلم القراءة .
ميلهم غير العادي للقراءة.
حصيلة لغوية كبيرة ، وتزداد قدرته على استخدام الجمل التامة في سن مبكر للتعبير عن أفكاره ومشاعره .
جـ - خصائص نفسية واجتماعية
أكدت الكثير من الدراسات على أن الطفل الموهوب أكثر حساسية ؛ ورغم ذلك فإنه أكثر شعبية من الطفل العادي ، ولديه قدرة أكبر على تكوين علاقات اجتماعية مع غيرهم ، وهم أيضًا يفوقوا العاديين في تكيفهم مع البيئة ... وبمقارنة الطفل الموهوب بغيره من العاديين نجد أنه يميل لأن يتميز بالخصائص التالية :-
له صفات شخصية سامية ( أكثر دماثة ، مطيع – مع استقلالية - ، مطيع ، اكثر انسجامًا مع الآخرين )
يتميز بقدرة عالية على نقد الذات .
يميل لاتخاذ دور القائد في الجماعة ( قيادي ).
يفضل الألعاب ذات القواعد والقوانين المعقدة والتي تتطلب مستوى عال من التفكير.
يميل إلى تكوين علاقات صداقة مع أقران أكبر منه سنًا سنتين أو ثلاث على أكثر – لأنهم يتساوون مهم في العمر العقلي - .
ليست كل تلك الخصائص والسمات إلا علامات يرسلها الله – عز وجل – إلى كل أب وأم ، قائلاً لهما من خلالها أنكم مؤتمنون على تلك الوديعة ، وستسألون عنها .. فإلى كل أب وأم يقرأ (( هيا نكتشف طرق تنمية أمانتك!! )).
==== مشكلات الموهوبين داخل أسرهم :- ====
يمكن إجمال أهم تلك المشكلات في النقاط التالية :
- التفرقة في معاملة الأولاد مما يؤدي إلى الكراهية الشديدة بينهم ، والشعور بالإحباط وعدم وجود حالة من الهدوء والأمن النفسي ، والخوف من فقدان حب الوالدين .. وهذا يعتبر معوق خطير يقف أمام إظهار الطفل الموهوب لطاقته وقدراته الكامنة.
- عدم فهم الوالدين لطبيعة الطفل الموهوب ، فالطفل الذكي يتذمر من القيود والقوانين والأوامر الصارمة ويعتبرها عائقًا تحول دون انطلاقه .. لهذا يجب توفير قدر من المرونة والحرية في تحركات الطفل وأفعاله لكي يستطيع التنفيس عن انفعالاته وأفكاره.
- الطفل الموهوب ذو قدرات عالية ، وقد يقوم بالتخريب لا حبًا في التخريب وإنما لأن طبيعة تحب الاستطلاع والتجريب .. لذلك يجب إبعاد المثيرات المؤذية عنه ، مع إيجاد بديل ليمارس نشاطه ويجري تجاربه في مكان مخصص للعبه ومكتشفاته ..... على سبيل المثال يريد طفلك استكشاف [ المطبخ ] وما يحتويه من أشياء والأم لا تريد منه ذلك حتى لا يؤذي نفسه ويتعرض للخطر ، لذا نقول للأم تدخل معه المطبخ وتعرفه على الأشياء ومسمياتها ووظيفتها – بطريقة مبسطة- ، فتقول مثلاً : هذا سكر ، وهذا ملح .. وليذقهما ، وإذا أراد الطفل اللعب بالسكين ونحوه تحضر له الأم سكينًا بلاستيكيًا وتجعله يقطع بعض الخضراوات ويأكلها !! أما ماذا سيحدث إذا منعت الأم الطفل من دخول المطبخ ؛ سيزيد هذا المنع الطفل إصرارًا وعنادًا على الدخول ، وقد يتعرض ساعتها للأذى وهو بعيد عن نظر أمه..
يجب على الوالدين الأخذ في الاعتبار أن الموهوبين يتصفون بشدة الحساسية ، فقد تؤثر فيهم كلمة بسيطة فيفعلوا الأفاعيل ، أو كلمة لوم بسيطة ولكن قاسية ؛ تقعدهم وتفتر من عزيمتهم.
إذا فالطفل الموهوب + تلك المشكلات = قنبلة موقوتة على شفا الانفجار ؛ ويجب نزع فتيلها . وهذا واجب على أفراد الأسرة كلهم لا الأب والأم فقط .. فاحتواء الموهوب انفعاليًا وفكريًا مع إتاحة الفرصة له لتنمية نفسه حسب قدراته ، يساعده على فهم قدراته وتوجيهها لحل مشكلات الحياة التي ستقابله في المستقبل.
=== رعاية الموهوب :- ===
==== الإسلام والموهبة ====
نظر الإسلام للموهبة على أنها عطية ونعمة من الله يجب على المسلم أن يؤدي شكرها ؛ ومن هنا ظهرت كفاءات ومواهب سامقة في تاريخ أمتنا المجيد ، أنارت فاهتدت وهدت . وإذا دققنا النظر في تاريخ الأمم والحضارات لم نجد أمة ظهرت فيها كل تلك المواهب والقمم مثل أمة الإسلام
فلقد وجد الموهوبون في ظل دولة الإسلام أرضًا خصبة لنمو إبداعهم ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أصفى الناس بصيرة ، فاستخرج مكنونات وذخائر أصحابه – رضيالله عنهم - ، كلاً على قدر طاقاته واستعداده وميوله .
فلولا تربية الرسول صلى الله عليه وسلم تلك ما ظهر صدق الصديق ، ولا عدل الفاروق ، ولا حياء عثمان ، ولا شجاعة علي ، ولا حكمة أبي الدرداء ، ولا دهاء عمرو بن العاص – رضي الله عنهم أجمعين - ، وما كان ليظهر هذا الجيل المتفرد إلا برعاية تفجر الطاقات وتعلو بالهمم .. ولله در القائل :
أئمة شرف الله الوجود بهم ساموا العلا فسموا فوق العلا رُتبًا
فهاهو الرسول صلى الله عليه وسلم يرعى موهبة الأطفال ، ويحملهم المسئوليات الثقال التي ينؤ بحملها مائة رجل من رجال اليوم – كل حسب طاقاته - . فعلي رضي الله عنه ينام في فراشه صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة ، ويولي أسامة بن زيد رضي الله عنه جيشًا فيه أبو بكر وعمر وعثمان جنودًا ، ويثق في قوة حفظ زيد بن ثابت رضي الله عنه فيأمره بتعلم العبرانية والسريانية فيتعلمهما في أقل من 17 يوم .
أما عن الموهوبات فلقد ذخر الإسلام بهن .. فهاهي " حفصة بنت سيرين " تحفظ كتاب الله وهي ابنة اثنتي عشرة سنة وتفهمه تفسيرًا ، وكان أبن سيرين إذا أشكل عليه شئ من القرآن يقول : اذهبوا فاسألوا حفصة كيف تقرأ؟!
وكان المجتمع الإسلامي يهيئ فرصًَا متكافئة لكافة طوائف المجتمع وطبقته ؛ فلا فرق بين مولى وسيد ، فشمل الإسلام بعدله جميع الناس وارتفع بمكانة الإنسان ، وأفاد من جميع الطاقات والملكات .. فانظر إلى مكانة " نافع مولى ابن عمر " رضي الله عنه والذي قال عنه البخاري : أصح الأسانيد .. مالك عن نافع عن ابن عمر [ سلسلة الذهب ] .... وانظر إلى منزلة " عكرمة مولى ابن عباس " رضي الله عنه الذي اعتقه وأذن له بالفتيا بعد أن انتهى إليه علم التفسير عنه ، وأخذ من علمه سبعون أو يزيدون من أجلاء فقهاء التابعين .
ومن واقع نظرة الإسلام ؛ والواقع الذي تجسدت فيه النظريات التربوية الحديثة ، وجب على الوالدين الاهتمام بالموهوبين ، حتى ترجع لحضارتنا وأمتنا رونقها وبهائها الذي تاه وذاب وسط حضارات الآخرين .
=== لمحات تربوية في رعاية الموهوبين ===
ويمكن إجمالها في النقاط التالية :
(1) التركيز :
قد يظهر عند الطفل الموهوب أكثر من موهبة ، لذا يجب على الوالدين التركيز على الموهبة الأهم والأولى ، وما يميل إليه الطفل أكثر لتفعيله وتنشيطه.
(2) اللحظات الغالية
اجعل لطفلك لحظات ينفرد فيها بنفسه ليبدع ويكتشف ، واختر لذلك مكانًا هادئًا بعيدًا عن باقي أفراد الأسرة .. أما عن التلفاز فهو من الأشياء التي يصعب معها توفير مثل تلك اللحظات الغالية ، فهو عامل جذب خطير للانتباه ؛ ولحل تلك المعضلة يجب تحديد الأوقات والبرامج التي يشاهدها الطفل وعدم السماح بغيرها.
(3) قاتل المواهب
الموهبة ليس لها مكان أو وجود معه ؛ فهما لا يعيشان في جسد واحد ، فإذا سكن أحدهما الجسد هرب الآخر .. أنه [ الخوف ] العدو اللدود للموهبة والإبداع . فكيف لطفل يستهزئ والده منه ، ويسفه من آرائه ، ويحط من قدراته ؛ أن يبدع ويطور من إمكاناته . لذا يجب على الوالدين إشعار الطفل بالأمان عندما يعبر عن أفكاره ومشاعره ، وكما يقول " كارل روجرز " : [ إن الطفل يحتاج إلى الأمان النفسي للتعبير عن أفكاره بأساليب جديدة وتلقائية ]
(4) جسور الثقة
على الوالدين أن يشعروا الطفل الموهوب بكيانه ويُدعما ثقته بنفسه ، ويمكن لذلك أن يتحقق بعدة طرق مثل : أن يسمح الوالدين له بالتخطيط لبعض أعماله ( يريد الذهاب إلى الحديقة أو البقاء في المنزل للعب ..) ، كما يتركاه يخطط لبعض أعمال الأسرة البسيطة وينفذها ( ما الذي نحتاج لشرائه من السوق ؟ وينزل هو ليشتريه / أو العناية بأخيه الصغير ) .. فإتاحة الفرصة لاتخاذ القرارات تجعله يشعر بمدى أهمية وقيمة تفكيره ، وكذلك تساعده على إدراك عواقب تلك القرارات .
(5) اللقب الإيجابي
فالطفل الموهوب كما قلنا سابقًا حساس من الناحية الانفعالية ، وكلمة مدح صغيرة تفعل به الأفاعيل ، فلا بأس إذا من إيجاد لقب يناسب هواياته ويشعره بتميزه في هذا المجال ..مثل : نبيه / عبقرينو / فاهم / الماهر .
(6) اللعب والألعاب
اللعب وسيلة هامة في تنمية الموهبة ؛ لهذا يجب الحرص على توفير الألعاب ذات الطابع الذهني أو الفكري ، مع إعطاء الطفل الموهوب الفرصة لاستخدام ألعابه الجديدة واكتشافها .. وللمشاركة الأسرية في اللعب عامل كبير في تلطيف ودعم أواصر العلاقات داخل الأسرة ، وللعب دور أيضًا في تنمية الجانب العقلي والإدراكي لدى الطفل ، فلعبة كالاختفاء والظهور [الاستغماية] على سبيل المثل تجعل الطفل يدرك مفاهيم متعددة ؛ كمفهوم المساحة والمسافات والرؤية.
(7) المكتبة المنزلية
فالحرص على وجود مكتبة تحتوي على العديد من الكتب النافعة والمفيدة ، والقصص ذات الطابع الابتكاري أو [ التحريضي ] " القصص ذات النهايات المفتوحة - "، وأيضًا ضرورة أن تحتوي المكتبة على دفاتر التلوين وجداول العمل ومجموعات اللواصق .
(8) حكايات قبل النوم
القصص والحكايات من الأشياء الضرورية لكل الأطفال – خاصة الموهوبين منهم – فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الأطفال الذين يستمعون إلى القصص من ذويهم منذ فترات مبكرة من حياتهم هم أنجح الأطفال في مدارسهم ؛ وتشير تلك الدراسات أيضًا إلى أن القراءة النشطة للحكايات [ بنبرات مختلفة ، مع استخدام تعبيرات الوجه ] له تأثير إيجابي على قدرة الطفل على القراءة ودفعه لها.
وتعمل القصص أيضًا على تدريب الأطفال على مهارات التواصل والحديث والإنصات ، وتنمي الطفل لغويًا بما تضيفه من كلمات وألفاظ تثري حصيلته اللغوية ، وتعمل القصص وحكيها أيضًا على تنمية الطفل الموهوب معرفيًا ؛ وذلك بإثراء معلوماته عن العالم الواقعي ؛ وكذلك أساليب حل المشكلات.
ولعل أهم ما يحققه حكي القصص ؛ هو هذا الجو الحميمي الودود الذي يسود جلسة الحكي ، بما يمد الطفل بالشعور بالأمان والحب ، إضافة إلى الاسترخاء والمتعة . ويجب على الوالدين التركيز على حكي قصص الموهوبين والأسباب التي أوصلتهم إلى العلياء ، وتحبيب شخصياتهم إلى الطفل ليتخذهم قدوة ومثلاً.
(9) معرض الطفل
من وسائل التعزيز والتشجيع الاحتفاء بالطفل المبدع وبإنتاجه ، ويكون ذلك بعرض ما يبدعه من أشياء في مكان واضح في المدرسة أو البيت ، أو بتخصيص مكتبة خاصة بأعماله ، و إقامة معارض لأعماله يُدعى إليها الأقرباء والأصدقاء في المنزل أو قاعة المدرسة.
(10) المشكلة والحل
ضع طفلك أمام مشكلة أو سؤال صعب واترك العنان لتفكيره [ الأسئلة المحفزة ] .. مثال على تلك الأسئلة : ماذا تفعل إذا ضللت الطريق للبيت؟ / ماذا تفعل إذا دخل البيت لصًا؟ / ماذا تفعل إذا صرت وزيرًا؟.
ومثل تلك الطريقة تبرز روح التحدي لدى الطفل وتجعله يُخرج ما عنده من طاقات وأفكار مبتكرو وحلول .. وتصبح تلك الطريق أكثر فاعلية إذا ما تم إلقاء الأسئلة على مجموعة من الأطفال وتتلقى إجاباتهم مع المناقشة للحلول المقترحة ؛ فيما يسمى بطريقة [العصف الذهني ] ، وعندها ستجد عند هؤلاء الأطفال حلول لمشكلات لم تكن لتخطر على بالك أنت نفسك!!
(11) الضبط السلوكي
الطفل الموهوب لا يسعى للتخريب ولكنه يريد الاكتشاف ، ووقوع الخطأ لا يعني أن المخطئ أحمق أو مغفل ، فلابد للطفل أن يقع في الخطأ ؛ وأنت تصحح له ، وإلا كيف سيتعلم الفرق بين الصواب والخطأ ؟!
ولهذا على الوالدين محاولة البعد عن نقد الطفل نقدًا يهدم من شخصيته – وخصوصًا أمام الآخرين ، حتى أخواته - ، ولكن يمكن القول له : أنت طفل مهذب ، ولا يجب عليك فعل مثل هذا السلوك.
(12) الهوايات المفيدة
سنورد هنا بعد الهوايات التي يمكن لطفلك الموهوب أن يمارسهامقتبس من كتاب"هوايتي المفيدة ")
'''أ- هوايات فكرية – ذهنية :-'''
جمع الطوابع والعملات.
جمع الصور المفيدة من المجلات والجرائد ، وتصنيفها ( أشخاص / أماكن .... ).
المراسلة وتبادل الخواطر.
التدريب على استخدام الحاسب الآلي.
القراءة والمطالعة ( مرئية / مسموعة / إلكترونية ).
'''ب- هوايات حسية – حركية :'''
مراقبة النجوم ، والتأمل في المخلوقات.
تربية الحيوانات الأليفة والمنزلية ( عصافير / أسماك زينة .... ).
الزراعة وتعهد النباتات بالسقي والرعاية.
الرحلات الترفيهية والمعسكرات.
'''جـ - هوايات فنية – مهنية :'''
تعلم الرسم والتلوين.
الإنشاد.
صناعة الدمى والألعاب المختلفة يدويًا.
صناعة الحلويات ، وابتكار أكلات جديدة ( للفتيات ).
الخياطة ، وفنون الحياكة
<ref>قسم تكنولوجية تعليم-جــامعة عين شــمس كلية تربية نوعــــــية</ref>
http://ift.tt/2EBk0mI